قف ‏عند ‏حدود ‏الساعات ‏يا ‏انا ‏/بقلم ‏المختار ‏المختاري ‏الزاراتي

*قف عند حدود الساعات يا أنا*

أقف على حدّ الساعات

وأكتب ثلاثة وجوه على رصيف مغدور

كمن فقد حبر عينيه

ومنابع موسيقى الحياة 

في رسم الظلّ على تراب من لحم حيّ

يا أنا...

سلّمت بما أحصاه العمر من تلفت

وراقبت لسانك حتى لا يخطأ عنوان القول

وذهبت مع الريح سدا

كم شطبت من اسم حتّى الآن؟

وكم فقدت من محطة؟

وكم ضاع منك

ومن ما تبق في الكون من الإنسان؟

يا أنا...

وهذي شهوات الضياع تلاحق قلبك

حتى وأنت في مقتبل عمر الرحيل الأخير

كم يفعل فيك الإحساس

كم يرجمك الحبّ بوابل من نساء

فقدن في ثنايا الليل 

نعمة السكر بكأس المتعة

وخرجنا من سطرك

والكراس...

في سرعة الضوء...

وأسرع من إعصار الغضب

حين تراكم الحزن

ويغلب قلبك النعاس

من تعب

ومن حبّ للحبّ

ومن قلق يجلس في الراس...

يا أنا...

وما أبقيت على رعد 

إلاّ وكتمت غربته

وشتت البرق 

الى حيث تعبث المطر بترددات الصوت

في متراس 

نظمته حكمة

وشعرا

لكل الأجناس

أخرج من صمتك

وقل حقيقة الذي صنعت أيديهم من غفلة

وجهل

وهلاس...

أنطق أحرف الوقت

بضغط الوقت

وقابل ضدّك

نازعه 

واضرب بعصاك

إلى حيث لا أرض تجمعك بهم

ولا رصيف

ولا كرسيّ في حانة

ولا ورق ناريّ ولا جمر وخمر

وقمر يلهمك الوثوب

ولا قدّ يغري ليلك

مياس...

يا أنا...

أكمل جميلك وارتدع عن شرب الهوى

واذهب الى القصيدة 

بما فيك من ذكريات تكفيك شرّ الإنغراس

في قلوب مكنسة زبل بيد كناس...

واتقي نفسك

خيرها بين أن تمضي الى غربتها

أو ترتضي الوجع شرابا وطعاما

ولباس.../...

30/07/2020

المختار المختاري 'الزاراتي'

تعليقات