عند ‏الغروب/بقلم ‏عبد ‏المنعم ‏طويل

عند الغروب

ما اجملك ايها البحروالشمس تستعدللغروب..
تودع مياهك التي تتلألأ كالذهب 
تختال جمالا لتغرب باستحياء 
كعاشقة 
تودع عشيقها وقلبها معلق به...
تترك مكانها للقمر وصويحباته 
النجوم 
ليشاركوا العشاق سمرهم 
وللعابدين زهدهم 
وعباداتهم وصفاء قلوبهم 
ومناجاتهم.. 
انت ايها البحر الصديق الوحيد 
بعد الليل  
وقمره الذي بحت له باسراري 
دون خوف او وجل 
ساعدتني على تجميع افكاري 
ومع ذلك 
اخافك بهيجانك وبصفوك 
اخاف تقلباتك ايها البحر 
يامن اصبحت وطني وداري  
وجاري 
أعشق فيك جنونك ورقتك 
وشجونك 
أحكي لك أفراحي وأغرق فيك 
أحزاني 
دائما تسمعني... 
في سرى تحفظني وفي علني 
ادمنتك ليل نهار 
لا استطيع الابتعاد عنك 
اتذكر فيك عنفوان ابي وحنان 
امي 
وملامح اخوتي واخواتي 
ومحبة اصدقائي 
أرى بعذوبتك  حبيبتي 
اتذكر فيك جمال لقاءنا .
ايها البحر فيك طبيعة وجمال 
الخالق 
المبدع فى كل شىء ترسمك 
ريشتى والوانى 
يهيم وجداني بجمالك مثلك 
بلا حدود..
من غيرك يابحر ملهما لمبدعي 
الرسم بالريشة وبالكلمات ؟ ... 
 ماأروعك حين يطل العشاق 
يرسموا 
على رمال شاطئك اسماءهم 
وذكرياتهم 
وقلوب حبهم 
فتمتد مياهك بلطف وتمسح 
مارسموا وكتبوا.. 
ما أشد ظلمتك حين تطل منك 
الذكريات 
وتتكسر على ضفافك الأحلام  
كم ظلموك عندما قالوا عنك في 
الامثال غدار
قالوا أناني وجبار لكني لم ارى 
فيك غير 
الصديق الوفي  الحافظ لاسرار 
قلبي والعاشقين 
وكل من امتلك قلبه هم أو غم ولايستطيع به البوح.
اااه يابحر ياعالما من الاسرار كم 
قلبك كبير 
صدرك رحب علمتني ان احب 
بجنون 
واكره بهدوء...
وعلمتني ان العطاء بلا حدود 
ودون مقابل 
أسمى معاني الجود والكرم .
عبدالمنعم طويل سورية

تعليقات