ألم الفراق
مع معشر العشاق إني سامر
والقلب من ذكر الحبيبة ساهر
فقرأت للسمراء سورة عاشق
ولعل إحساس المودة حاضر
ولئن كتمتُ الذكريات بذاتها
يوما سيبرزها هوًى وخواطر
جعل الفراق أسى فؤادي سرمدا
والحزن قيدُه في ضلوعي ظاهر
وبمهجتي ألم دفين لا يُرى
منه اكتوى قلبي الحزين الخائر
أغفو وأصحو واحدا في وحشة
بعد الفراق ولم يزرني زائر
أمشي بدون توقف متحيرا
فكأنني في درب عشق عابر
بدر المودة غائب عن مقلتي
ونجوم أفق الحب لم تتزاهر
فكتبت في جوّ الغرام قصيدة
غزلية، فبها يغنّي طائر
لا يرتقي برجَ المحبة منتهًى
وقنانها إلا الحبيب الصابر
يا غادتي، فصلي بقلبي مرة
أخرى فإني في وصالك حائر
الجرح يصدر من فراقك في حشا
يَ وكان يقطعه حسامٌ باتر
إني فلست أحب غيرك آنفا
فكأن أول من أحبه آخِر
إني على ما قد جنيته نادم
لا ترفضي عذري فإني عاذر
تُوبي عليَّ ولو أسأتك كثرةً
أوليس للجاني اعتذار آخَر ؟
لا تقلقي فيما يقوله معتدي
في القلب من أحلى الشعور مشاعر
لا تتركيني في غياهب وحشة
مذ كنت هاجرة فكلٌّ هاجر
عمري فداك وكل أيامي وإنـ
ـني في هواك إلى مرادي ناظر
قيل: الحبيب إلى الحبيبة عاشق
لكن سُوقَ العشق بعدك بائر
قدما بحبك، هل علمت بأنني
فخرا فخور فاخر متفاخر
فمتى يكون وصالنا، يا غادتي ؟
فقدَ احتضارك ملتقًى ومنابر
فقدتْ كلامك سمعتي وهموسَه
لم يبق في ذكراك إلا خاطر
مذ غبت عن نظري فلم تر مقلتي
وجها جميلا يشتهيه الناظر
لا شيء يشفي دمعتي إلا حضو
رك، إن عقلي من هواك مخامَر
مذما نأيتِ فنور قلبي آفل
ولئن قربت فنور قلبي باهر
بئس الحياة بلا وجودك إنما
أحلى الزمان هو الزمان الباكر
أبوبكر أكوريدي
تعليقات
إرسال تعليق