ابجديات التقوى بقلم الاستاذ / ايمن غنيم

أبجديات التقوي
في رمضان
لأيمن غنيم
اللقاء ٢٩

يقول الله تعالى فى كتابه الكريم
«وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون»
ويقول تعالى
«أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فأرهبون»

نعم أنه الوفاء الذى يجدد العزيمة ويدعو النفس البشرية إلى النقاء .
ويدعم الفضيله أينما كانت وينشر الفضل بين العامه والدهماء .
ويرفع بنا درجات إلى الأعالى والإرتقاء ويبطل الباطل ويحق الحق ويبارك حياتنا العصماء.
ويبذر فينا روح المحبه ويوجد لأمراضنا ما إشتكينا الدواء .
فتحلى به ولا تكن بخسيس أو منافق تغدر بعهد أو ميثاقا غليظا أو تهوى الجفاء.
نعم الخصال ونعم الفضائل ونعم السمات التى تدفعنا الى النبل والرقى فى الأداء
فتعالو بنا ننشر الحب ونوفى بالعهد تكن حياتنا هنيئة تكن رخاء
هكذا يكون الوفاء
الداعم والراشد لهداية البشر والحافز للمزيد من الفضائل
لأن الفضيلة لاتتجزا وإنما يكمل بعضها بعضا فهى سلسلة من عطاءات
وسلسله من إلتزامات يعهد الإنسان على نفسه بأدائها.
ويندفع بقوه المؤمن الواعى بالخير فينشره والمدرك للحق بيفرضه
والقانع بما قد قدر له وفى رضاء تام يقبله والراغب فى رضى الله فيجازى به
نعم إن الوفاء ضمن الأسس والخصال الأولى التى تهذب النفوس وترتقى بها إلى درجات هى أقرب للكمال وأقرب صوره بالنبى الأعظم المستوفى الخصال
سيدنا محمد رمز العطاء والكرامه والنضال صلو عليه ما أنقطعت صله بيننا أو وصال

فإن الراغب فى الحياة الرغدة الآمنة
فإن عهده الذى تعهد لابد وأن يوفى به ولا خيانة ولا غدر ولا نكران لكلمة تعهد بها أو أمرا مهما كان بسيطا لا بد وأن تلتزم به .
ففيه صلاح البشر والآمه .
والجدير بالذكر حتى اذحا كانت هذه العهود أو المواثيق مع الكفرة واليهود لابد من الإيفاء بها هذا على النسق الدولى .لأنك نموزج يحتذى به كمسلم واعى بما حرم الله وحلل فى الوفاء فكيف لك أن تتخطى مثل هذه المواثيق أو تنكرها .

فقد قال عز وجل «وأفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا »
اي أن الوفاء مسؤولية والكلمة التى تتفوه بها مسؤوليه .
فلا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها
تللك هى شعارات المسلم الحق وتلك هى السبل لنشر الخير وتلك هى المعانى التى يجب أن نتشبث بها وتلك هى النظم التى رسمها الله عز وجل لنا ونادى بها سيد الخلق . لماذا ؟؟؟؟؟
لكى لا نصل إلى التخبط والعراك الفج
ولكى لا يكون منتهانا إلى غابه يقوى فيها القوى المتغطرس على الضعيف الحالم
ولكى تكون حياتنا كالتى نعهدها الآن
وهى حياه التشرزم والبلطجه وضياع الأمانات .والنصب والاحتيال بشتى الطرق .حتى اصبحت مهنه وحرفه أكيدة ومضمونة المكاسب .

نعم فكثيرون منا من أستحل مال غيره كراهيه وجورا
وكثيرون منا من يمتطى سبل الورع والتقوى كوسيلة خداع وتملقا بالدين وتداعيا وتظاهرا بالتقوى كى يصل الى مآربه ويحقق اغراضه الدينيئة
وكثيرون منا من يرتدى عباءةالدين ليذلل العقبات التى تعترضه فى مشواره الحقير الذى يطلب عرض الدنيا الزائل
وكثيرون منا من يراوغ فى عهده تملصا وهربا من وعوده
لا لشئ بل لأنه استباح حرمات الله
وإن ضياع بلادنا وسوء أحوالنا التى نشكوها والعسرة الاقتصاديه التى نئن منها والتخبط وحالة الزعر والفساد والقلق وعدم الأمان
.بسبب عدم الوفاء والإنقضاض على حرمات الله

فإن أردتم حياه آمنة هنيئة مستقرة فعليكم بالوفاء
وإن أردتم صلاح دينكم ودنياكم فعليكم بالوفاء
وإن أردتم الرقى والعلا والفلاح والغنى فعليكم بالوفاء
وإن أردتم أن تهنأوا بأزواجكم وزواجاتكم فعليكم بالوفاء

فبدون الوفاء يتعثر اللقاء مع الله
مع النفس مع الناس مع الحياة 
هذا هو المحك .
وهذا هو بدايه الهلاك وبداية النهاية
فيقول الله تعالى فى محكم التنزيل
«وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين »

ولذا كان هلاك القرى الظالمه فإن الله يتعهد بالهلاك للذين لا يكترثون بعهدهم ولا يحترمون وعودهم مع الله ومع الناس ومع انفسهم
تلك هى المعادله .

بقلم. أيمن غنيم

تعليقات

إرسال تعليق