همسات ‏عبر ‏الاثير/بقلم ‏مصطفى ‏سليمان

💐 همسات عبر الأثير 💐

- الهمسة الثالثة و الثلاثون. 

🌹معزوفة السلام 🌹

يا قلبا بحجم السلام .. 

سيدتي .. 
آخر رسائلكم توصلت بها 
كانت بدار السلام .. 
بمكتب سفارة البلد المضيف 
طُلِبَ مني فضلا أن أتلو فحواها 
على الملأ بأكادمية دار الأيتام .. 
سيحضرها كل ممثلي هيئات 
المجتمع الدولي 
من السيدات و السادة الكرام .. 
كخطوط عريضة على حد قول معاليه  
لخصتم فيها رفضكم للشهادة الفخرية 
كسفيرة للنوايا الحسنة .. 
سفيرة للسلام .. 

يا قلبا بحجم السلام .. 

سلام عليك هو مني السلام .. 
أخبركم كوني وصلت متأخرا 
ليس ترددا مني 
بل لحجم المسؤلية و سهاد ليلي .. 
ثلاثة أيام و أربعة ليالٍ ما أغمض لي جفن 
جفاني النوم و ما أكلت شيئا 
سوى هواجسي و بعض من تفائلي .. 
كوني أقسمت أن لا أفتح رسالتكم 
من باب الأمانة أشارك الكل القراءة 
ذلكم .. ليكن في علمكم و به تم الإعلام .. 

يا قلبا بحجم السلام ..

بغرفة مكتب العميد 
كانت لون المعاطف و الأحذية 
بلون السواد .. 
ذكرني المشهد بقصيدة أمل دنقل  
و لون غرفة العمليات الأبيض .. 
خضتني قولته الرهيبة 
هل لون السواد دائما هو لون الحداد 
هل لأن السواد هو لون النجاة من الموت 
لون التميمة ضد الزمن .. !!! 
سرعان ما ابتسمت 
شاردا مناجيا نفسي ربما ساخرا 
و هل لون البياض دائما هو لون السلام 
أم مجرد تبييض للأهوال 
و اللعب على حبل المشاعر بجميل الأحلام .. !!! 

يا قلبا بحجم السلام .. 

كعادتي و رغم إلحاحكم المضني 
لم أغير في هندام اعتيادي 
كالظل خفيف على نفسي 
مرتاح على سجيتي  
أراقص وجداني 
على موسيقى نبرات صوتكم 
ما بين العتاب السجي 
و تودد أفقد فيه عقلي 
فإن فُقِدتُ يوما 
فتوددكم سيكون سبب فقداني .. 

يا قلبا بحجم السلام ..

طُلِبَ مني أن أستعد 
لقد حان الموعد .. 
كان المدرج ممتلأ عن آخره 
بكل أطياف المجتمعات الدولية .. 
حاضرة تنتظركم 
كل يحمل باقة ورد 
أكابد لكم الهم كم تكفيكم من مزهرية .. 
و قبلُ حجم وسيلة النقل 
و تكلفة الإرسالية .. 
و ما أن تقدمت إلى منصة الخطابة 
حتى صرت أدري معنى مجابهة الغرابة 
استحضرتكم كل السنوات 
و أنتم تتنقلون بين أشكال و أنواع 
من المنصات 
و مكبرات الأصوات .. 
كان القدير في عونكم في هكذا ترهات 
أكل هذا من أجل شهادة فخرية 
يا للمهزلة و النذالة و جرأتهم السخرية .. 

يا قلبا بحجم السلام ..

لكي لا أضيع في جنوني .. 
و إقرارا لعظمة هبة السلام 
كوني أعلم أن الخطيب في خطبه فنان 
و مهنة الخطابة فن 
فن النطق في بيان الكلام .. 
و بين الخطيب و الخطابة 
مسافة هي للكرامة .. 
و من لم يلجم هواه 
يصير بينهما ألعوبة 
بيد من يجسدون الخسة و النذالة .. 
قررت أن أرتجل بحرس بعض من أدب 
و أتلو رسالتكم على دأب  
كون ما ينقصنا سوى مسافة صبر 
مسافة تفكير 
للإقرار كون ما يجمعنا 
ليس بالضرورة في إتحادنا 
بل قويا في اختلافنا 
ففي شقائنا 
تكمن عظمة التميز القابعة فينا 
عظمة القدرة على الرسم بجميع الألوان 
أن نرسم وسط الزحام 
و بما نحمله من مآسي أن نرسم طائر الحمام .. 

يا قلبا بحجم السلام .. 

بعد التحية بالسلام على خير الآنام .. 
فتحت رسالتكم 
انتهى زمن المحاباة و الرُّكُون 
فمتى اسْتَبْلَدْتُم الناس 
و قد ولدتهم أمهاتهم فُطُن .. 
أيها السيدات و السادة الكرام 
من الممكن أن نتقاسم حتمية الشبه و التشابه 
و أحيانا حتى الأحلام 
كاستنشاقنا نفس الهواء 
و لكن أن نقصي أنفسنا عن فعل التميز 
فذلك حتما سيدفعنا للتقزز 
ليس وحدها طيور الحمام  
فجميع الطيور ترمز للسلم .. للسلام .. 

يا قلبا بحجم السلام .. 

إن الذي أفتى لنكون ممثلي سلام 
فلن يكون إلا ذاك الذي يضاهي الساحر سحرا .. 
إن تفوقه علينا كمشاهدين 
ليست فقط في براعته و خفة يديه 
بل تفوقه علينا 
يكمن في قدرته على تشتيت انتباهنا 
ليكن في علمكم سيدي ، 
كون ثقتكم فينا ليست في محلها 
عندما هممتم بمنحنا تلك الشهادة الفخرية 
كسفيرة للنوايا الحسنة 
سفيرة للسلام ..
لإننا نعلم جيدا شروط منحها بل بنودها .. 
كيف يعقل أن أمنح إياها 
و أنا شخصيا لست مسالمة 
و لا متسالمة مع نفسي حتى 
و لا معها متصالحة .. 

يا قلبا بحجم السلام .. 

فلكي تكون النبتة مثمرة 
وجب التدقيق في نوعية التربة و كذا المناخ .. 
منذ أن وعيت 
ما صادفت سفيرا للنوايا الحسنة 
أو للسلام 
يسب حد التخمة عمدا .. 
فالسفير سيدي آخر من ينزعج 
فما بالكم بأن يحقد .. 
وجب على سفرائنا مصافحة ( الأعداء ) بحفاوة أكثر منها الأصدقاء  
مخاطبتهم و قبول اختلاف الرأي 
و لا أن يصيروا في خلاف .. 
لنا الحق في الإختلاف 
شريطة أن لا يصل بنا الخلاف .. 

يا قلبا بحجم السلام .. 

نشر ثقافة المحبة مهمة المهمات 
و فيها هي كلها .. الأهم .. 
لا تعطى مسؤوليتها لأي كان  
فلكي أكون في مستواها 
علي أن أكون محبة للآخر 
ما أحبه أنا لنفسي 
و ما يوجع الآخر يوجعني أشد و أعظم ..
ستجدون سيدي ،
مع رسالتي هاته .. شهادتكم الفخرية ..
ممزقة إربا إربا 
فليتفضل أحد الحاضرين 
و ينثرها على ساداتنا المكرمين ..
فضلا و ليس أمرا اِجمعوا قطعها
و حاولوا لملمة رقعة السلام ..
إنكم في حاجة إلى نساء و رجال 
و ليس إلى مراهقات و مراهقين .. 
إن السلام يتضرع إلى المهيمن السلام 
بأن ترفعوا أياديكم عنه
إن السلام يدعوكم 
بأن تدعوه يعيش و ينمو في سلام .. 

مصطفى سليمان / المغرب.

تعليقات