المقعد القديم بقلم / يوسف حسن

قصة قصيرة
المقعد القديم
 كان يشعر عند عودته من عمله كل مساء منفردا يتمطى في خطى مترنحه ثاملة من ملل التكرار
حفظت اقدمه واقعها بعزف يشبه ذالك العزف الجنائزي نفس الضجيج حوله ونفس الاشخاص سيناريو يتكرر كل يوم حتي وان اتاه الحلم نادرا اتاه بهم وان اختلفت الاحداث حلما وصل الي حيث يسكن منزل قديم تشم فيه رائحة الزمن مختمرة بتربته وتجاعيد الايام تزين جدرانه وتهالك ابوابه يشهد عدد من طرقو عليها في زمن الخير
دخل الي المنزل يتحسس الخطى تحت ضوء خفيف يطبق علي الصدر بما يوحي من كأبة وبرودة تسري بالعروق
تجاوز الممر قليلا ليتوقف امام باب شقته الصغيرة
دخل ليجدها كما تركها منضدة تملائها الاكواب الفارغة وفنجان واعقاب السجائر تغلغلت ائحتها بلمكان
وضوء خافت واريكة غير مرتبة جلس قليلا عليها ربما يستطيع استعادة انفاسه ولكن حنين يؤرق جلسته
ينهض متجها الي الباب مباشرة يخرج كفار من زنزانة او من خرج للتو من سجن نعم هو مسجون خلف تلك الذكريات
بذلك المكان قرب الشاطئ هناك مقعد يعرفه جيدا
استبق الخطواط منتشيا وصل الي هناك الي مقعده المفضل
القي بجسده كانه يعانقه وارتسمت ابتسامة زهو المنتصر
علي الاشواق فوق شفاهه يحدث نفسه اوربما يستحضر طيفها من تلابيب القلب المتعلق علي اغصان الخريف انتظار لعودة الربيع فتورق الايام وتزهر مثلما كانت يوما
قبل الغياب هامسا كم اعشق ذلك المكان الذي جمعني يوما بكي ويبتسم في صمت ويغمض العينين
ربما يعانق طيفها ولكن مازال المقعد القديم بجواره خاليا
تمت #يوسف_حسن

تعليقات