ما معنى ان نكذب؟
في هذه الايام الصعبة على الجميع، كثر الكذب على شاشات التلفزات وفي المواقع و على صفحات الفيسبوك الى درجة الاسهال. اسهال ازكمت روائحه انوف الصادقين في اقوالهم. اظن بل انا متقين ان اقبح شيئ امتهنه الانسان للاخلال بانسانيته والنقص من قيمتها هو الكذب على الآخرين. فهذه اخبث مهنة امتهنها الكثيرون .وخبثها هوًفي تاثير ها الخطير جدا على نفسية الكاذب وعلى مجرى كل حياته ومعاملاته مع من وجد في طريقه. فما الكذب الا زيادة اوزار تنقض ظهر الكاذب وكثرة كلام ينهك السامع ويلتهم وقته
في نظري ان نكذب يعني اننا نسعي جاهدين لخلق مسافة تبعدنا عمن نحن وتوهمنا باننا نستطيع التحول لما لسناه. مسافة نسعى بها ان نكون ذلك الشخص الذي هو متلائم مع طبع من نكذب عليه و صائب في نظره. فالكذب هو السعي لطلي شخصنا بطلاء زائف نظنه سيخفي من نحن على الذي نسعى لتوهمه باننا لسنا هذا الذي يراه بل نحن ذاك الذي نحاول نرسمه له بهذه الحروف التي نتلفظ بها امامه ونريده بها ان يحبنا ويستحملنا. فطيلة الوقت الذي نحن فيه مع من يسمع لكذبنا او الوقت الذي نحاول فيه كتابة ونشر كذبة اختلقناها نكون في عراك مع انفسنا نتعبها ونجبرها ونستهلك طاقة هائلة كان يمكننا ان نستثمرها في الصدق واشياء اخرى فيها نفع لنا وللآخرين. طاقة نبددها في ترويض انفسنا على الامتثال والتمثيل لما نريده وهو ليس فينا. لما نريد ان نوهم به الاخر اننا هو ونحن غيره. الذي لا يفهمه الكاذب هو ان كلماته التي يتلفظ بها او يكتبها تخونه وتنطق للذي يقرأها بغير الذي يسعى اليه هو، وهو يكذب، وان جوارحه الظاهرة جميعها تظهر بارزا، لمن امامه في استماع لكذبه، من هو حقيقة. فهي بطبعها وجبليتها تعاكسه فيما يتغياه فتخونه امام محدثيه، لأنها خلقت صادقة لا تعرف الكذب وبهذا فهي لا تنقاد لما يتلوه الفم بل لما يمليه الظمير الموبخ و النفس اللوامة. فتزييفه وتلطيخه لشخصه حين كذبه بصباغاته الزائفة لما ينويه هو فاضحه وجاعل من يستمع اليه وهو يكذب كاشفا لامره ومطلعا على رغبته في التضليل والتزوير للحقائق. يجب على من امتهن الكذب ان يعرف أن الكل اصبح مجهزا بثقافته وما يختزنه ذهنه من معلومات لاكتشاف الكذب. فالكذاب بالتلفظ او القلم عو انسان خاسر قبل الفعل وبعده. وما يزيده كذبه الا خسارة صحبة الناس وخسارة نفسه ونفسيته وغِلاَََّ ينقض ظهره...
اعلم ايها الكاذب انك ان وجدت من يستمع اليك فهو فقط يفعل هذا حتى لا يحرجك، فاحترم وجوده فهو طيب و يتظاهر بالاستماع مع كراهية ما تقوله و ما تسرده عليه من خزعبلات واعلم ان الجريئ يتركك وخزعبلاتك في الحين بلا مقدمات وينصرف.
فأن تكذب يعني انك لا تتقبل نفسك كما هي. فكيف تريد ان يقبلك الآخر.. وان تكذب يعني انك تريد ان توهم من تحدثه انك انسان آخر وليس هذا الذي يقف امامه. وان تكذب يعني انك في حالة تمرد سلبي عمن انت وابعاد شخصك الحقيقي عن حقيقته لانك غير راض عن نفسك وتسعى بكذبك هذا خلق انسان اخر تريد ان تظهره لمن امامك. وهل يستطيع الكذب ان يخفي من انت ان كنت جاهلا او شريرا او ساخطا على نفسك والدنيا والناس..
فلن يستطيع الغربال ابدا ان يخفي نور الشمس الساطع كما يقولون.
احمد علي صدقي
في الحجر الصحي
بمونتريال بكندا
في هذه الايام الصعبة على الجميع، كثر الكذب على شاشات التلفزات وفي المواقع و على صفحات الفيسبوك الى درجة الاسهال. اسهال ازكمت روائحه انوف الصادقين في اقوالهم. اظن بل انا متقين ان اقبح شيئ امتهنه الانسان للاخلال بانسانيته والنقص من قيمتها هو الكذب على الآخرين. فهذه اخبث مهنة امتهنها الكثيرون .وخبثها هوًفي تاثير ها الخطير جدا على نفسية الكاذب وعلى مجرى كل حياته ومعاملاته مع من وجد في طريقه. فما الكذب الا زيادة اوزار تنقض ظهر الكاذب وكثرة كلام ينهك السامع ويلتهم وقته
في نظري ان نكذب يعني اننا نسعي جاهدين لخلق مسافة تبعدنا عمن نحن وتوهمنا باننا نستطيع التحول لما لسناه. مسافة نسعى بها ان نكون ذلك الشخص الذي هو متلائم مع طبع من نكذب عليه و صائب في نظره. فالكذب هو السعي لطلي شخصنا بطلاء زائف نظنه سيخفي من نحن على الذي نسعى لتوهمه باننا لسنا هذا الذي يراه بل نحن ذاك الذي نحاول نرسمه له بهذه الحروف التي نتلفظ بها امامه ونريده بها ان يحبنا ويستحملنا. فطيلة الوقت الذي نحن فيه مع من يسمع لكذبنا او الوقت الذي نحاول فيه كتابة ونشر كذبة اختلقناها نكون في عراك مع انفسنا نتعبها ونجبرها ونستهلك طاقة هائلة كان يمكننا ان نستثمرها في الصدق واشياء اخرى فيها نفع لنا وللآخرين. طاقة نبددها في ترويض انفسنا على الامتثال والتمثيل لما نريده وهو ليس فينا. لما نريد ان نوهم به الاخر اننا هو ونحن غيره. الذي لا يفهمه الكاذب هو ان كلماته التي يتلفظ بها او يكتبها تخونه وتنطق للذي يقرأها بغير الذي يسعى اليه هو، وهو يكذب، وان جوارحه الظاهرة جميعها تظهر بارزا، لمن امامه في استماع لكذبه، من هو حقيقة. فهي بطبعها وجبليتها تعاكسه فيما يتغياه فتخونه امام محدثيه، لأنها خلقت صادقة لا تعرف الكذب وبهذا فهي لا تنقاد لما يتلوه الفم بل لما يمليه الظمير الموبخ و النفس اللوامة. فتزييفه وتلطيخه لشخصه حين كذبه بصباغاته الزائفة لما ينويه هو فاضحه وجاعل من يستمع اليه وهو يكذب كاشفا لامره ومطلعا على رغبته في التضليل والتزوير للحقائق. يجب على من امتهن الكذب ان يعرف أن الكل اصبح مجهزا بثقافته وما يختزنه ذهنه من معلومات لاكتشاف الكذب. فالكذاب بالتلفظ او القلم عو انسان خاسر قبل الفعل وبعده. وما يزيده كذبه الا خسارة صحبة الناس وخسارة نفسه ونفسيته وغِلاَََّ ينقض ظهره...
اعلم ايها الكاذب انك ان وجدت من يستمع اليك فهو فقط يفعل هذا حتى لا يحرجك، فاحترم وجوده فهو طيب و يتظاهر بالاستماع مع كراهية ما تقوله و ما تسرده عليه من خزعبلات واعلم ان الجريئ يتركك وخزعبلاتك في الحين بلا مقدمات وينصرف.
فأن تكذب يعني انك لا تتقبل نفسك كما هي. فكيف تريد ان يقبلك الآخر.. وان تكذب يعني انك تريد ان توهم من تحدثه انك انسان آخر وليس هذا الذي يقف امامه. وان تكذب يعني انك في حالة تمرد سلبي عمن انت وابعاد شخصك الحقيقي عن حقيقته لانك غير راض عن نفسك وتسعى بكذبك هذا خلق انسان اخر تريد ان تظهره لمن امامك. وهل يستطيع الكذب ان يخفي من انت ان كنت جاهلا او شريرا او ساخطا على نفسك والدنيا والناس..
فلن يستطيع الغربال ابدا ان يخفي نور الشمس الساطع كما يقولون.
احمد علي صدقي
في الحجر الصحي
بمونتريال بكندا
تعليقات
إرسال تعليق