تاملات بقلم. م & سامر الشيخ طه

من مقالاتي ( تأملات في كتاب الحياة)
كانت لوالدي رائحةٌ زكيةٌ تشبه رائحةَ الأرض بعد هطول المطر وهذا الشبهُ بين الرائحتين ليس من حيث شكل الرائحة بل من حيث الفعلِ التأثيريّ التي تُحدِثه في النفس
فالأرض الطيبة التي لم تلوِّثهاالأقذار والتي لا تشوبها شوائبٌ من فعل البشر إذا نزل عليها غيث السماء أبدى أصالتها وطيبتها
وكذلك الجسد النقيُّ الطاهرُ الذي لا يخالطه أكلُ مالٍ حرام أو ضغينة أو حقد إذا عرِق فاحت منه تلك الرائحة الزكيَّة التي تشبه رائحة الأرض بعد هطول المطر
وقد كنت أشمُّ تلك الرائحة من أبي عندما كان يضمُّني ويقبُّلني فأشعر بالنشوة وأتمنى لو انه لا يتركني
قالت لي أمّي يوماً: أنه في عام ١٩٦٧عندما اسْتُدعِي والدي للخدمة الاحتياطية أثناء حرب حزيران وكان لي من العمر عام ونصف
تقول أمي:أنني كنت أضمُّ ثياب أبي التي كانت ما زالت تحمل رائحته وأبكي بشدة .وأفعل ذلك تكراراً
اكتشفت عندما قالت أمي هذا الكلام بدايةً أنني شخصٌ أليفٌ وثانياً كم كان لهذه الرائحة من تأثير في تكويني النفسي امتد حتى اليوم
أنا ما زلت أرى في والدي رمزاً للنقاء والطيبة والنماء وأعتبره قدوةً في زمنٍ ضاعت فيه القدوات
                                  المهندس : سامر الشيخ طه
شكل الرائحة: تعبير مجازي

تعليقات