ومن الحب ما قتل بقلم //هبة الحجة

تتمة ...
 مجموعتي القصصية
/مصيري/
الجزء الثاني
(ومن الحب ما قتل....)
من النادر جدا"أن تزور الأهل والأقارب أو إحدى الصديقات
وإن ضاق بها الأمر كثيرا"، أخذها عادل مساءا"ليجلسا بالحديقة المجاورة للمنزل قرابة النصف ساعة فقط.
تعُلق عادل بعبير زاد عن الحد المطلوب وأخذ يتحول إلى تملك وأنانية .
عبير تضع المبررات والأسباب، إلى أن انتهى بها الحال أن تكلم نفسها أحيانا"إذا سنحت الفرصة لها أن تبقى وحيدة ولو لبرهة ٍ من الوقت.
لما هذا التحول - لما هذه الشدة أهو الحب الذي عهدته أم شيء مجهول لا أعرف عقباه.
فأنا لا أشعر سوى بضيق يثقلني وهما "يلازمني لكني سأجد الحل حتما".
فالحب ُ علاجٌ لأي مشكلة وأي ضيق فقد تعاهدت أنا وعادل على هذا.
حالُ عادل يسوء - تصرفاته ازدادت غرابة- أصبحت عيناه تلاحق عبير في أي شيء تفعله.
كثرت الملاحظات وبعد ذلك تحولت إلى أوامر.
عبير لا تردي على الهاتف أنتِ.
عبير أخفضي صوتك قدر المستطاع لا أحب أن يسمع أحدا"همس شفاهك.
عبير لا تفتحي باب المنزل لأحد .
وتعود عبير لمحادثة نفسها فهي الوحيدة التي تستطيع الكلام معها.
"أهذا الذي يحدث هو الشق الثاني من الحب ، أهذه هي الحياة الجديدة بعد الزواج".
انساق عادل بهوسه وتعلقه بعبير إلى حدٍ قارب الجنون.
ففي أغلب الأيام تصحو عبير ليلا"لتجده يجلس بقربها يتأملها ويراقب تقلب جسدها.
ازداد ضيق عبير وبدأت الأفكار السوداء تجول برأسها.
لماذااااا لماذااااااا ......ماالحل .
هل أكلم والديي بالأمر ، هل أروي ما يحدث لأهله .
لا....لاااااا.... هذه حياتي ويجب عليّ أن أجد الحل بنفسي ولا استسلم أبدا".
وهنا . لمعت فكرة بذهن عبير وهي /إنجاب طفل / يزين حياتهما ، ويشغل عادل قليلا".
نعم أنا متأكدة أن الحل الأنسب إنجاب طفل.
فسوف يكون ثمرة ُ حبنا وحياة ٍ جديدة ٍ لنا.
فعزمت في تلك اللحظة أن توقف الحبوب المانعة للحمل.
وجاء الليل وأتت معه المراقبة المتواصلة حتى في أدق التفاصيل .
فكرت عبير مليا"كيف ستتهرب من عادل عند إعطائها الحبوب المانعة.
في كلِ ليلة ٍ تخترع سببا" لكي تشتت انتباه عادل بينما ترمي الدواء أو تضعه تحت الوسادة.
مضت أسابيع على هذا الحال وعبير تعاني الأمرين ، حصارُ عادل لها من جهة ومن جهة آخرى بدأت تشعر بأعراض الحمل الذي سعت إليه.
كانت مهمة صعبة بالنسبة لها.
تارة تشعر بفرح كبير ، وتارة آخرى يعُّم على محياها حزن فاضح يكاد عادل يشعر به.
لكن أمالها المعلقة بإنجاب هذا الطفل الذي سيكون حدا"فاصلا"لحياتها جعلها تتماسك أكثر وتضبط أعصابها وتتظاهر بالسعادة .
مرّ الشهر الأول من الحمل بسلام والثاني شارف على الانتهاء والوضع على ما يرام .
عبير تتكتم على موضوع حملها وعادل باقٍ كما هو .
إلى أن حدث شيئا"لم يكن بالحسبان

يتبع...
.....
بقلمي ..هبة الحجة

تعليقات