جنون فؤادي بقلم & ابو بكر اكوريدي

جنون فؤادي

إن الفراق برى فؤادي بالشجا
وغدتْ تحرّق نارُه أكبادي

حَرُّ الفراق أذاب قلبي والتطتْ
نار الوداد فخرّقتْ أجلادي

واستعبرتْ عيني كجوٍّ ممطر
لما نأى عني جنون فؤادي

وبكيت حتى قيل: حسبك، يا فتى !
واشتدّ بي أرقٌ وخاب مرادي

وغدوت أبحث عن هيام ضائع
كم من ليالي بِتُّها في الوادي !

بدم الفراق كحلتُ عيني حازنا
وخلوتُ من دون الوصال بِنادي

جنّيّة الخفقان أونتْ حاسّتي
بجمالها حتى نسيت معادي

العقل مسلوب بسحر بهائها
ورغبت وصل قيادها بقيادي

صلّيتُ صبحي أربعا من حسنها
سلبتْ به عقلي دليل رشادي

الحب مثل الموج تغرق مركبي
كيف النجاة - إذا علا - لجَوادي ؟

ولقد جفا عيني كرى من ذكرها
ذكرى الحبيبة أصبحتْ معتادي

ناديتها خفتا وجهرا ، لم تُجبْ
ومضتْ سنينٌ، والحبيب ينادي

وطلبت منها القربَ منها فانتأتْ
ورمتْ بسهم البعد فعر فؤادي

القلب مهتمٌّ بِـ( كيف تحبني ؟ )
فتصير أيام الدنا أعيادي

أحببتها وشغفتها حبا ولــ
ــكن ردَّتِ الإحساسَ بالأضداد

صاحتْ عليَّ بقولها ( لا مرحبا
بالمستهام، فأنت باغٍ عاد )

هي أملحتْ جرحي فزاد توجعي
حتى على وجهي التألّم بادي

طأطأتُ رأسي في احتشام آسيا
ولبستُ من بعد الفراق حِدادي

وفهمت من هذا وذاك بأنما
لا كل قلب يستحق ودادي

بعض القلوب على القلوب محرَّم
أقواتُ أفئدة سمومُ فؤاد

شاعر الروضة
أبوبكر أكوريدي

تعليقات